الامارات: مشروع لتصميم مسارات التنمية خلال 50 عاماً

أطلقت دولة الإمارات مشروعاً لتصميم مسارات التنمية خلال الـ 50 عاماً المقبلة يستهدف الأفراد عبر وضع محاور ومكوّنات خطة مئوية الإمارات التنموية الشاملة، في خطوة لتهيئة البلاد لمرحلة ما بعد النفط والاعتماد على الاقتصاد المعرفي.

ويهدف هذا المشروع إلى إشراك جميع فئات المجتمع في تصميم الخطة التنموية الشاملة لدولة الإمارات التي تحدد ملامح الـ50 عاماً المقبلة للبلاد، أي من العام 2021 إلى العام 2071.

عمل تشاركي بين القطاعين العام والخاص

ويشمل المشروع عدداً من المبادرات التفاعلية بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والأفراد من المجتمع للعمل بشكل تشاركي على طرح الأفكار والتصورات، ورسم ملامح المستقبل في القطاعات والمجالات كافة، وذلك عبر مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تقوم اللجنة العليا لعام الاستعداد للـ50 بالإشراف عليها، مثل الحلقات النقاشية وجلسات التصميم.

منصة رقمية لرسم مستقبل الامارات

كما سيتضمن المشروع إطلاق المنصة الرقمية لرسم مستقبل الإمارات، وهي منصة لتصميم الأفكار تتيح للمواطنين والمقيمين المساهمة بأفكارهم لرسم مستقبل مئوية الإمارات، حيث تعمل المنصة على استقبال الأفكار والتصاميم في مجالات متعددة، مثل: الصحة، والتعليم، والتنمية الاجتماعية، والاقتصاد، والبيئة، والإسكان، والسياحة، وريادة الأعمال، والاستثمار، والمهارات، والقيم المجتمعية، والثقافة، والعلاقات الأسرية، والرياضة، والشباب، والأمن الغذائي، والعلوم والتكنولوجيا المتقدمة وغيرها.

أدوات للتفاعل المجتمعي

يشمل المشروع أيضاً أدوات للتفاعل المجتمعي في الجهات الحكومية والخاصة لاستلهام أفكار أفراد المجتمع لرسم الـ50 عاماً التالية، حيث تعمل هذه الأدوات التي تتضمن اللقاءات المرئية والاستبيانات وحلقات النقاش بين الجهات الحكومية والخاصة من جهة، وبين أفراد المجتمع المستفيدين من خدماتها من الجهة الأخرى.

إقرأ: 

الإمارات تتصدر إقليمياً في احتضان شركات التكنولوجيا المالية الإسلامية

وتضمن هذه الأدوات الحصول على أبرز الأفكار المجتمعية لرسم مستقبل الإمارات في كثير من القطاعات والمجالات المتخصصة، وخصوصاً الحيوية منها، مثل الصحة والتعليم والاستدامة والتقنيات المتقدمة، التي ستؤدي دوراً في الارتقاء بالمخرجات، بالإضافة إلى مهام خاصة للوزراء في التشكيل الحكومي الأخير، حيث سيتم تنظيم عدد من اللقاءات الوزارية المباشرة مع مجموعات متنوعة من أفراد المجتمع المعنيين، كما سيعمل مشروع تصميم الخمسين عاماً المقبلة على تسخير الطاقات الشبابية، وذلك من خلال إصدار خاص لسلسلة "حلقات الشباب" الذي سيكون بالتنسيق مع وزارة الثقافة والشباب.

وسيؤدي القطاع الخاص دوراً أساسياً في المشروع ضمن دعوة الفاعلين فيه كافة، من الشركات الوطنية والعالمية العاملة في البلاد وأصحاب المنشآت المتوسطة والصغيرة ورواد الأعمال، وذلك من خلال سلسلة من الفعاليات والحوارات مع ممثلي قطاع الأعمال في الإمارات.

الشيخ محمد بن راشد: نعيد إحياء مهمة الآباء المؤسسين 

وفي هذا السياق، قال نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إن قبل 50 عاماً بدأ الآباء المؤسسون وفرق عملهم مهمة لإشراك الناس في صناعة ورسم مستقبل الإمارات من الصحراء، مشيراً إلى أن طموحهم كان يعانق السماء ويصل إلى الفضاء حيث جمعوا الأفكار من الناس، شحذوا الهمم، ناقشوا، تحاوروا، وكانت الظروف غير الظروف، والموارد غير الموارد، لكن الروح الواحدة كانت في القمة، والعمل الجاد من أجل هذه البلاد كان هو المهمة، مهمة صنعت التاريخ، وغيرت مفاهيم الدول الحديثة.

وأضاف أن الإمارات تعيد اليوم إحياء مهمة الآباء المؤسسين، وتبدأ بمهمة الاستعداد للـ50 عاماً المقبلة، وصولاً إلى مئوية الإمارات، بأكبر فريق تصميم في العالم، لافتاً النظر إلى أن الدور اليوم يكمن في تصميم إمارات المستقبل للأجيال المقبلة، وإشراك الناس في التصميم، كما فعل الآباء المؤسسون في مهمتهم.