هل يعود قطاع الرفاهية في الصين إلى سابق عهده؟

  • 2020-03-19
  • 09:51

هل يعود قطاع الرفاهية في الصين إلى سابق عهده؟

  • برت دكاش

مع عودة الأعمال إلى طبيعتها تدريجياً في الصين بعد انحسار فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، يتوقع المحللون تعافي قطاع الرفاهية في البلاد والعودة بدوره إلى الازدهار والنمو كما قبل ظهور الفيروس، لكنهم ينقسمون حول المدة الزمنية التي قد يحتاجها لذلك.

ثلث مستهلكي الرفاهية

سريعة أو بطيئة، فإن عودة القطاع إلى سابق عهده، لا يعني الصين وحدها بل أسواق العالم الأخرى أيضاً. كما بات معلوماً، يمثل المستهلكون الصينيون ثلث مستهلكي منتجات الرفاهية في العالم، وهم يشترون جزءاً كبيراً منها من خارج الصين. وتكفي قراءة أرقام تقرير China Breifing الصادر عن ديزان شيرا وشركاه التي تقارن بين المستهلكين الصينيين والمكسيكيين في ضوء نصائح بعض الخبراء الأميركيين  لمستثمرين أميركيين بنقل استثماراتهم إلى خارج الصين لاسيما إلى المكسيك، لفهم سبب هجوم الدور الراقية على الصين خلال العقد الأخير، وافتتاحها شبكة متاجر واسعة وطرحها أحياناً منتجات خاصة بالسوق الصينية التي تحولت سوقاً رئيسية لهذه العلامات تجني منها أرباحاً طائلة. ويقول التقرير إنه مقابل كل 15 مكسيكياً من الطبقة الوسطى القادرين على شراء منتجات رفاهية من الفئة المتوسطة، يقابلهم 550 صينياً.

خسائر حتمية

قد يختلف حجم خسائر الدور بسبب انتشار فيروس كوفيد-19، وذلك تبعاً لحجم انكشاف كل منها على السوق الصينية. ووفق الترجيحات الأولية فإنه من المتوقع أن تتراجع مبيعات الدور الفاخرة بنسبة 5 في المئة كحد أدنى هذا العام، وهو رقم مرشح للزيادة في حال لم يتم تطويق الفيروس الذي رغم انحساره في الصين تمدد إلى معظم بلدان العالم، واضطرار العلامات إلى إقفال متاجرها في أبرز أسواق الرفاهية العالمية مثل باريس وميلانو، وذلك بعد إقفالها في الصين لفترة غير وجيزة. وفي سياق متصل، أعلنت Adidas على سبيل المثال، عن تراجع مبيعاتها بنسبة 85 في المئة منذ بدء انتشار الفيروس، فيما قال JP Morgan إن سدّ فجوة مبيعات علامة مثل  Burberry تبيع 39 في المئة من مخزونها لمستهلكين صينيين سيكون صعباً.

توقعات متفائلة

الصورة القاتمة عن حجم الخسائر المتوقعة تبددها الآمال المعقودة على عودة الإستهلاك إلى مستوياته السابقة قبل ظهور الفيروس المستجد. ويقول بعض المحللين إن القطاع سيحقق وثبة كبيرة بمجرد القضاء على الفيروس، ويبنون معطياتهم على سيناريو فيروس السارس في العام 2003، حيث تراجعت مبيعات التجزئة إلى النصف في خلال شهرين، لكنها ما لبثت أن عادت وقفزت إلى مستوياتها الحقيقية، لاسيما بعد رفع السلطات المحلية التحذيرات عن السفر إلى عدد من المقاطعات الصينية التي كانت لا تزال تحت الحظر.

ويرى محللون آخرون أن التعافي سيحتاج مدة أطول، إذ إن سيناريو السارس ليس السيناريو المثالي لمقارنة كوفيد-19 معه. ويعتبرون أن صناعة الرفاهية آنذاك لم تكن مكشوفة على الصين بالقدر الذي هي عليه راهناً، كما وإن نمو الاقتصاد الصيني اليوم ليس بالوتيرة نفسها التي كان عليها في تلك المرحلة. ويلفتون إلى أنه برغم التباطؤ في زيادة أعداد الحالات الجديدة المسجلة في الصين، إلا أن ذلك لا يلغي حاجة الناس إلى الشعور بالاطمئنان والراحة النفسية قبل عودتهم إلى الأماكن المقتظة، في حال تمت السيطرة على الفيروس، ولا يتوقعون عودة المستهلكين الصينيين إلى الإنفاق على السلع الفاخرة قبل ثمانية أسابيع.

ويشير أحد التقارير كذلك إلى أن أزمة مبيعات الرفاهية ستستمر نحو ستة أشهر قبل أن تعود بسرعة إلى ما كانت عليه قبل الأزمة، شرط أن تواكبها خطط تحرك مشجّعة من قبل العلامات الراقية، تماماً كما حصل بعد القضاء على فيروس السارس، لاسيما وأن عدداً كبيراً من الشركات أخرجت مخزونها من الصين خلال الأزمة. كما إن المطلوب عودة حملات التسويق الرقمية التي تم تجميدها، وكذلك أنشطة ترويجية أخرى مثل طرح منتجات جديدة والتي تم تعليقها أيضاً.   

مواصلة الاستهلاك

اختلاف المحللين حول المدة التي قد يحتاجها تعافي قطاع الرفاهية في الصين، يقابله إصرار لدى المستهلكين الصينيين على المضي قدماً في شراء منتجات الرفاهية من دون أي تخفض في حجم إنفاقهم المعتاد، وفق استبيان لمجموعة Consumer Search. فيما تشير إحدى الدراسات إلى أن واحداً فقط من أصل خمسة صينيين يخطط لتخفيض إنفاقه على منتجات الرفاهية في العام 2020، مقابل 44 في المئة يعتزمون زيادة هذا الإنفاق.